«يربط نهر النيل بين القُطرين المصري والسوداني منذ أزمنةٍ سحيقة، ولا جدال في أن تتبُّع ما نشأ بينهما من مُختلِف العلاقات أمر له أهميته، غير أن الذي يعنينا الآن إنما هو الوقوف على حقيقةِ ناحيةٍ واحدة من تلك العلاقات في فترةٍ معينة، ونقصد بذلك طبيعة الصلة التي ربطت بين هذين القُطرين منذ الفتح المصري لبلاد السودان في أوائل القرن التاسع عشر، إلى أن عُقد الوفاق الثنائي المشهور بين مصر وبريطانيا في آخر القرن نفسه.»